تحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تتطور البكتيريا والفيروسات والفطريات لمقاومة تأثيرات الأدوية المضادة، مما يصعب علاج العدوى. تفاقمت المشكلة نتيجة الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية. تعتبر منظمة الصحة العالمية الأمر حالة طواريء صحية عالمية.
اكتشاف المضادات الحيوية في القرن العشرين كان ثورة في الرعاية الصحية، حيث أنقذت العديد من الأرواح. لكن سرعان ما ظهرت مقاومة هذه الأدوية. منذ عام 2015، اعترفت منظمة الصحة العالمية بمقاومة المضادات الحيوية كحالة طوارئ عالمية، مما زاد من الجهود لمواجهتها.
في يونيو 2023، أطلقت منظمة الصحة العالمية أول أجندة بحث عالمية لمقاومة المضادات الحيوية، حددت 40 مجالًا ذا أولوية. تهدف هذه المبادرة لتحفيز الابتكار العلمي وتعزيز الاستثمارات المالية لمواجهة هذه القضية. هذا التعاون سيؤثر بشكل خاص على الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
يجري البحث عن علاجات جديدة للمقاومة، خاصة ضد البكتيريا السلبية الغرام. تستخدم شركات مثل أوبيلوتيك الذكاء الاصطناعي لاستكشاف الأهداف الدوائية. هناك أيضًا تطبيقات مبتكرة مثل الفيروسات البكتيرية والتعديل الجيني باستخدام تقنية CRISPR.
تؤثر مقاومة المضادات الحيوية على الصحة العامة والاقتصادات بشكل ملحوظ. في الدول النامية، تزيد من الفجوات الصحية ومعدلات الوفيات. كما أن العبء الاقتصادي كبير، ما قد يؤدي إلى تراجع في الناتج الاقتصادي العالمي إذا لم تُعالج الأزمة.
هناك إجماع واسع حول أهمية معالجة مقاومة المضادات الحيوية، لكن تختلف الآراء حول الاستراتيجيات الأنسب. يطالب البعض بتشديد القوانين على استخدام المضادات الحيوية في الزراعة، بينما يؤكد آخرون على ضرورة زيادة تمويل الأبحاث.
مستقبل مقاومة المضادات الحيوية يتطلب تعاونًا متسقًا عبر عدة مجالات. ستساعد ابتكارات الأبحاث والتشخيصات في مواجهة الأزمة. يجب أن تتضافر جهود الحكومات والأنظمة الصحية لضمان تطوير واستخدام العلاجات بشكل مسؤول، مما يضمن صحة الأجيال القادمة.